شعر النقائض الاسلامية في عصر النبوة

The Prefabrication of Poetry in the Era of the Prophecy

Abstract

يحسن بنا عند دراسة (شعر النقائض الاسلامية في عصر النبوة) ان نلم الماماً موجزاً بماهية هذا الفن، وطبيعة اصوله الفنية، مع القاء الضوء على نشأة هذا الفن وتطوره في عصر ما قبل الاسلام، للوقوف على بينة من ملامح التطور التي أصابها في ظل الاسلام، ومن خلال معاركه مع عصبة الشرك في الفترة التي نتحدث عنها. كما وتعد هذه النقائض امتداداً للنقائض الجاهلية، من حيث اصولها الفنية، وغلبة المعاني الجاهلية في شعر الجانبين، واقتصارها على الاغراض الجاهلية، واهمها: الهجاء، والفخر، والرثاء، ودورانها حيث الحروب والايام. فالخلاف بين القبائل في الجاهلية يقتضي ان يتعصب الشعراء لقبائلهم، فكثيراً ما نجد شاعراً ينتصر لقومه، فيرد عليه شاعر القبيلة المعادية فيقوم بنقض معانيه. ومن هنا يتضح ان للشعر بيئات ثلاث: مكة، والمدينة، والبادية، فلقد اتجه الشعر في هذه الفترة الى المدن: مكة، والمدينة، ويكاد ينحصر عن البادية، حتى ان شعراء البادية أنفسهم يميلون الى أحد المعسكرين المتخاصمين: المسلمين والمشركين. ان النقائض الاسلامية لعهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) كانت دفاعاً عن عقيدة عامة ومبادئ انسانية من جانب شعراء المسلمين، كما وتسربت بعض المعاني والالفاظ الاسلامية الى نماذج منها. تدور حول الكفر والاسلام والهدى والضلال، والبعث والثواب والجنة والنار وغيرها. وهذه المعاني والالفاظ نجدها في نقائض عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك، بينما ظلت المعاني جاهلية خالصة في نقائض شعراء قريش ومن والاهم. ويحاول البحث اعطاء صورة واضحة للنقائض الاسلامية من خلال ايراده لنماذج مميزة من شعرهم. وهكذا كان الاسلام يتخذ من الشعر مواقف، تتلاءم وطبيعة كل مرحلة من مراحل الدعوة وظروفها، ومن ثم "لا يصح ان يقال: ان الدين قد غض عن الشعر ونهى عنه، كما لا يصح ان يقال: انه شجع الشعر دون توجيه وتهذيب".